الأقصوصة

كأي فرح طفل بريء

أحب ان يكون لديه مساحة للعب

وبعد أن أرتاد المدرسة

وجد الفرح كله بين أصدقاءه

تحبه

ولا تستطيع البوح له

تراه كل يوم

ولا تستطيع أن تعبر له ...

يومها تغيب عن الكل لفترة ..

لفترة فقط ..

عاد ببشارة الأبوة !!

ولعبير أشواقه ..

بلحظة ضعف استسلمت ..

واتحدا روحهما بشغف ..

خلال ساعة ..

أنتهت من قبره !!

طول الست الساعات ...
وهما لم يتوصلا إلى نتيجة لحوارهما ...
طوال هذه المدة كانت نقاشاتهم تدور على عدة أمور ..
فقرار في نهاية الأمر أن يتناقشا على أمر واحد ...!!

قدم له والده كافة النصائح الجيدة لتعديل سلوكياته مع الآخرين
وما لبث ان خرج من حجرته

حتى تصادف في طريقه مع ابن الجيران
يشكوه من ضرب ابنه المبرح ..!!

تعلم انه رائع بكل المقاييس في أداء عمله
و أثناء التدريب لظهوره على ساحة العرض
والذي سيقام بعد ثلاث ساعات ..

أختفي ولم يعد له اثر ..!!

حان وقت السباق ...

أجريت المنافسة بأكبر حماس وأثارة ..

مابين سباق درجات نارية ...

وما أن بدأ الشوط الثاني

حتى ملاء السماء بدخان كثيف !!

" لبنة بالزعتر"

والذي أعتاد يومياً الأفطار به قبل ذهابه لمقر علمه ..

وفي يوم نشب نزاع بين زوار وصاحب المعطم

بلحظة غضب

أنفجر قائلاً :

لقد كنت ادس القذارة في طعامكم وأنتم تصفقون لي "

ثار ثورة الجماهير الرياضية لفوز المنافس لهم ..

وطالبوا بإعادة تشكيل التحكيم في الشوط الثاني ..

وبعد دقائق من بدأ المباراة

علتّ صافرة الحكم

ليرفع بطاقة خروج لحارس المرمى ...!!

ذهب ليتسوق بمفرده إلى معارض الأثاث الحديثة ..

اخذ يسير متفقد كافة التصاميم والنماذج المعروضة ..

فوقع عينيه على فتاة كانت تتأمل هيئتها على المرآة ...

بخطى كبيرة تقدم نحوها ...

ليضج المكان صيحة كبرى بعد أن أعترض طريقه نموذج ضخم لخشب تايلاندي الصنع ..!!

كالأشخاص المفجوعين

أخذ يأكل طبقه المفضل على صحنه المعدني

والتي كانت تملا حوافه بالزيت الأخضر ..

يأكل على عجل ..

وهو يتطلع يمنه ويسرى..

بتقطع أنفاسه المتسارعة ...

يحشو فمه بالخبر المنفوخ

وحينما انتهى طلب مشروبه الغازي المفضل ...

وهو ينظر لجدول مواعيده لدى طبيبه الخاص ..!!

أتت له بطرقات خجولة
همست له بخفة : أحمد صلاة الفجر
أجاب من تحت وسادته ... أتركيني
وبعد صلاة الظهر أقيمت جنازة وسط دموعها الرقيقة